” انني متأثر جدا ً باكتشاف الحقيقة في القرآن الكريم.

ان هذا القرآن الكريم يصف الكون من أعلى نقطة في الوجود.

كما رأينا: لا يمكن أن يكون من مصدر بشري لقد عرفت بعد أن قرأت القرآن الكريم – مستقبلي، إنني سأخطط أبحاثي على هذه النظرة الشاملة ” بروفيسور: بوشيدي كوزان

تلك الطبيعة قف بنا يا ساري حتى أريك بديع صنع الباري 

الارض من حولك والسماء اهتزتا لروائع الآيات والآثار 

دلت على ملك الملوك فلم تدع لأدلة الفقهاء والاحبار 

من شك فيه فنظرة في صنعه تمحو أثيم الشك والإنكار 

ولو تأمل الانسان خلق السماوات والارض لاستدل على الله البديع جل جلاله، القائل عن نفسه: ( بَدِیعُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ وَإِذَا قَضَىٰۤ أَمۡرا فَإِنَّمَا یَقُولُ لَهُۥ كُن فَیَكُونُ ) البقرة: 117.

قال ابن كثير رحمه الله: مبدع السماوات والارض وخالقهما ومنشئهما ومحدثها على غير مثال سابق.

وقال الشيخ السعدي رحمه الله: ( بَدِیعُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ ) أي: خالقهما ومبدعهما في غاية ما يكون من الحسن والخلق البديع والنظام المحكم.

نداء لأولي الألباب !

وإذا كان كذلك، فكيف يصح ان ينسب إليه شيء منهما على انه ولد له تعالى الله عن ذلك علوا ً كبيرا ً، بل كان ما فيهما من إيجاده وإبداعه، وهو خاضع له وعابد، فالله سبحانه وتعالى قد قال: ( وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ (116) بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (117) ) البقرة: 116 – 117.

وإذا ثبت ان: كل ما في السماوات والارض من إيجاده وابداعه، ثبت انه داخل في عباده وملكه، فيستحيل ان يكون له ولد.

وإذا كان الامر كذلك، كان حقا ً على البشر ان يأتمروا بأمره وينصرفوا عما نهى عنه، فضلا ً أن ينسبوا له الولد والزوجة !

ثم ان الله تعالى أمرنا: ان نتفكر في الكون وفي بديع صنعه، فالله تعالى قال: (إِنَّ فِی خَلۡقِ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱخۡتِلَـٰفِ ٱلَّیۡلِ وَٱلنَّهَارِ لَـَٔایَـٰت لِّأُو۟لِی ٱلۡأَلۡبَـٰبِ ) آل عمران: 190، فالكون كله يحوي دلائل الايمان، ويشير إلى صانعه السميع البصير.

تأمل سطور الكائنات فإنها من الملأ الاعلى اليك رسائل 

وقد خط فيها لو تأملت خطها ألا كل شيء ما خلا الله باطل 

شهود على فضل الإله ومنه لسان فصيح صامت وهو قائل

تأمل في الكون !

يدخل بلال رضي الله عنه على النبي صلى الله عليه وسلم يؤذنه بصلاة الصبح، مضطجع يبكي، فقال: يا رسول الله! ما يبكيك وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟

فقال له: ” ويحك يا بلال! وما يمنعني ان ابكي وقد انزل الله في هذه الليلة: ( إِنَّ فِی خَلۡقِ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱخۡتِلَـٰفِ ٱلَّیۡلِ وَٱلنَّهَارِ لَـَٔایَـٰت لِّأُو۟لِی ٱلۡأَلۡبَـٰبِ ) آل عمران: 190، فقرأها الى اخر السورة.

ثم قال: ” ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها ” حديث صحيح، أخرجه ابن حبان.

فمشهد السماوات وما فيها من نجوم وكواكب، وشمس وقمر، والارض وما فيها من جبال وأنهار وبحار وحيوانات ونباتاتت وجمادات وأحياء وأموات، يدل على بديع السماوات والارض، ( تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا (61) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا (62) ) الفرقان: 61 – 62.

في مؤتمر الشبان الإسلامي الذي عقد في الرياض عام 1979 قام البروفيسور الامريكي بالمر عندما سمع قول الله سبحانه وتعالى: ( أَوَلَمۡ یَرَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوۤا۟ أَنَّ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ كَانَتَا رَتۡقا فَفَتَقۡنَـٰهُمَاۖ ) الأنبياء: 30، وقال: ” حقا لقد كان الكون في بدايته عبارة عن سحابة دخانية غازية هائلة متلاصقة، ثم تحولت بالتدريج الى ملايين الملايين من النجوم التي تملأ السماء، ولا يمكن بحال من الاحوال ان ينسب ذلك إلى شخص مات قبل 1400 سنة! لأنه لم يكن لديه تليسكوبات ولا سفن فضائية تساعد على اكتشاف هذه الحقائق، فلا بد ان الذي اخبر محمدا ً هو: الله ” وأعلن البروفيسور بالمر إسلامه في نهاية المؤتمر.

وفي المؤتمر الطبي السعودي الثامن بالرياض عام 1404 هــ قام البروفيسور ( تاجاتات تاجاسون ) رئيس قسم التشريح والاجنة في جامعة ماي بتايلاند، وقال: ” وحيث ان النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يكن يستطيع القراءة والكتابة فلا بد ان محمدا ً صلى الله عليه وسلم رسول جاء بهذه الحقيقة، لقد بعث إليه هذا عن طريق وحي من اخلق عليم بكل شيء، هذا الخالق لا بد ان يكون هو الله.

ولذا: فإنني اعتقد انه حان الوقت لأن ( أشهد ان لا إله الا الله، وان محمدا ً رسول الله ) “

دواء ..

وشأن اسم الله البديع جل جلاله عظيم، فمن دعا به استجيب له.

روى الترمذي عن أنس قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم ورجل قد صلى، وهو يدعو ويقول في دعائه: اللهم! لا اله الا انت، المنان، بديع السماوات والارض يا ذا الجلال والإكرام.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ” اتدرون بم دعا الله ؟ دعا الله باسمه الاعظم الذي اذا دعُي به أجاب، وإذا سُئل به أعطى ” حديث صحيح.

اللهم! اغفر لنا وارحمنا يا أرحم الراحمين!

يا بديع السماوات والارض! اغفر لنا وارحمنا وتجاوز عنا، إنك على كل شيء قدير.

ساهم في التعريف بأسماء الله الحسنى

انت المشاهد رقم