سمعنا حديثا ً كقطر الندى .. فجدد في النفس ما جددا 

فأضحى لآمالنا منعشا ً ..  وأمسى لآلامنا مرقدا ً 

قال عطاء: جاءني طاووس رحمه الله فقال لي: يا عطاء! اياك ان ترفع حوائجك الى من أغلق دونك بابه، وعليك بطلب حوائجك إلى من بابه مفتوح لك إلى يوم القيامة، طلبك أن تدعوه ووعدك الإجابة.

( فَٱسۡتَغۡفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوۤا۟ إِلَیۡهِۚ إِنَّ رَبِّی قَرِیب مُّجِیب ) هود: 61.

فربنا سبحانه وتعالى المجيب: الذي ينيل سائله ما يريد، ويجيب دعاء السائلين، ويغيث الملهوفين ويؤمن فزع الخائفين، حتى انه يستجيب للذين كفروا به وما عرفوا ساعة من نهار ! فهو يجيب نداءهم، ويكشف ضرهم كرما ً منه، ولعلهم يؤمنون.

ولكن اكثر الناس يتناسون الفضل، وينكرون الجميل، ويكفرون المعروف، قال عز وجل: ( فَإِذَا رَكِبُوا۟ فِی ٱلۡفُلۡكِ دَعَوُا۟ ٱللَّهَ مُخۡلِصِینَ لَهُ ٱلدِّینَ فَلَمَّا نَجَّىٰهُمۡ إِلَى ٱلۡبَرِّ إِذَا هُمۡ یُشۡرِكُونَ ) العنبكوت: 65.

على عتبة الباب ..

والناس إذا أغلقت في وجوههم الابواب وضاقت بهم الارض واشتد بهم الكرب، وعظم عليهم الخطب، ولم يجدوا في المخلوقين ملجأ ولا ملاذا ً، فإنهم بدافع الفطرة في نفوسهم يلجؤون الى الله سبحانه وتعالى، ويلوذون بجنابه، وينطرحون على أعتابه: ( ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ ٱلضُّرُّ فَإِلَیۡهِ تَجۡـَٔرُونَ ) النحل: 53.

والله من كرمه وجوده وإحسانه: يحب أن يسأل في الرخاء وفي الشدة ومن عرف الله في الرخاء عرفه في الشدة، صح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال: ” من سره ان يستجيب الله له عند الشدائد والكرب، فليكثر الدعاء في الرخاء ” حديث حسن، رواه الترمذي.

سئل الامام احمد بن حنبل، كم بيننا وبين عرش الرحمن ؟ فقال: دعوة صادقة من قلب صادق.

ذكرى ..

والعبد المؤمن يحذر موانع الاجابة حال الدعاء، ومنها:

  1. عدم الاقبال على الله بصدق.
  2. عدم الجزم في المسألة وعدم الالحاح في الدعاء.
  3. عدم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
  4. استعجال الاجابة.
  5. أكل الحرام أو شرب الحرام أو لبس الحرام.
  6. ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وجاء في السن اوقات وأحوال يرجى فيها قبول الدعاء، ومنها:

  1. الدعاء بين الاذان والإقامة.
  2. في جوف الليل الآخر.
  3. حال السجود.
  4. ساعة الجمعة.
  5. وحال السفر. 
  6. ودعوة المظلوم.
  7. ودعوة الوالد على ولده.

والباب في هذا واسع، ولكن تذكر وانت ترفع يديك بأن هذا فضل من ربك عليك، يريد ان يهب لك، فأحسن الظن، واعزم المسألة فإن الله تعالى قال: ( ٱدۡعُونِیۤ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ ) غافر: 60.

قال علي بن ابي طالب رضي الله عنه: ارفعوا أفواج البلاء بالدعاء.

وقال أنس بن مالك رضي الله عنه: لا تعجزوا عن الدعاء: فإنه لا يهلك مع الدعاء أحد.

قال ابن حجر رضي الله عنه: كل داعٍ يستجاب له لكن تتنوع الاجابة، فتارة تقع بعين ما دعا به، وتارة بعوضه.

بك أستجير ومن يجير سواكا فأجر ضعيفا ً يحتمي بحماكا 

إني ضعيف أستعين على قوى ذنبي ومعصيتي ببعض قواكا

أذنبت يا ربي وآذتني ذنوبي ما لها من غافر إلاكا

أدعوك يا ربي لتغفر حوبتي وتعينني وتمدني بهداكا 

فأقبل دعائي واستجب لرجاوتي ما خاب يوما ً من دعا ورجاكا

قال ابن القيم رحمه الله: وقبيح بالعبد أن يتعرض لسؤال العبيد، وهو يجد عند مولاه سبحانه كل ما يريده.

اللهم ! يا مجيب، أجب دعائنا وارحم ضعفنا وأجرنا ووالدينا من النار.

ساهم في التعريف بأسماء الله الحسنى

انت المشاهد رقم