على عتبة الباب ..

ربك عز وجل ذو الجبروت وذو الملكوت، الكبير المتعال، أنزل حوائجك ببابه، واجعل قلبك منكسرا ً عنده، وأخبت اليه سيقضي حوائجك، ويرفع مرضك ويقضي دينك، ويزيل همك، ويخلق الابتسامة على ثغرك.

انه الله الكبير جل جلاله.

أمانيك مع الله الكبير، حقائق.

وتطلعاتك مهما بلغت بإنها مع الكبير، صغيرة.

ورغباتك مع الكبير، ستهدى إليك واشواقك ستهب عليك.

إنه الكبير سبحانه وتعالى: ملجؤك من الخوف ومعينك على نوائب الدهر، إنه الله الكبير ( عَـٰلِمُ ٱلۡغَیۡبِ وَٱلشَّهَـٰدَةِ ٱلۡكَبِیرُ ٱلۡمُتَعَالِ ) الرعد: 9.

فربنا الكبير عز وجل الذي كبر وعلا في ذاته فلا أكبر ولا أعظم منه عز وجل على الإطلاق: ( وَمَا قَدَرُوا۟ ٱللَّهَ حَقَّ قَدۡرِهِۦ وَٱلۡأَرۡضُ جَمِیعا قَبۡضَتُهُۥ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ وَٱلسَّمَـٰوَ ٰتُ مَطۡوِیَّـٰتُۢ بِیَمِینِهِۦۚ ) الزمر: 67.

وربنا سبحانه وتعالى هو الكبير في أوصافه فكلها كمال وعظمة وجلال، لا سمي له فيها، ولا مثيل ولا شبيه ولا نظير.

وربنا سبحانه وتعالى هو الكبير في أفعاله، فعظمة خلقه تشهد بجلال أفعاله، ( لَخَلۡقُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ أَكۡبَرُ مِنۡ خَلۡقِ ٱلنَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا یَعۡلَمُونَ ) غافر: 57.

ربنا سبحانه وتعالى الكبير العظيم ذو الكبرياء، الذي صغر دون جلاله وعظمته كل كبير.

وربنا عز وجل كبر وتعالى عن كل النقائص والمساوئ والعيوب.

وربنا عز وجل هو الذي تكبر عن كل سوء وشر وظلم، ( ٱلۡكَبِیرُ ٱلۡمُتَعَالِ ) الرعد: 9، ( فَٱلۡحُكۡمُ لِلَّهِ ٱلۡعَلِیِّ ٱلۡكَبِیرِ ) غافر: 12.

لك الحمد والنعماء والملك ربنا ولا شيء أعلى منك مجدا ً وأمجد

فسبحان من لا يقدر الخلق قدره ومن هو فوق العرش فرد موحد

قصرت العقول !

والله عز وجل أكبر من كل شيء وأكبر من أن نحيط به علما ً، ( وَلَا یُحِیطُونَ بِهِۦ عِلۡما ) طه: 110.

فالله سبحانه وتعالى أكبر من ان نعرف كيفية ذاته او صفاته ولذلك نهينا عن التفكر في الله لأننا لن ندرك ذلك بعقولنا الصغيرة القاصرة المحدودة، جاء عند الطبراني في الاوسط أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” تفكروا في آلاء الله، ولا تفكروا في الله عز وجل ” حديث صحيح، وجلال كبريائه عز وجل لا يعلمه الا هو، لا ملك مقرب، ولا نبي مرسل، فاختص الله عز وجل به.

أبلغ لفظ ..

فالله عز وجل أكبر من كل شيء ذاتا ً وقدرا ً ومعنى وعزة وجلالة ً ولهذا يقال: ان ابلغ لفظة للعرب في معنى التعظيم والإجلال هي (الله اكبر) لكونها اكمل من صفة العظمة، فقولنا: ( الله اكبر ) يتضمن العظمة ويزيد عليها في المعنى.

ولهذا جاءت الألفاظ المشروعة في الصلاة والآذان بقول: الله اكبر، فإن ذلك أكمل من قوله (الله اعظم) كما جاءفي الحديث: ” قال الله عز وجل: الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدا ً منهما، قذفته في النار ” حديث صحيح، رواه أبو داود.

يقول الإمام ابن تيمية رحمه الله: فجعل العظمة كالإزار، والكبرياء كالرداء، ومعلوم ان الرداء أشرف، فلما كان التكبير أبلغ من التعظيم صرح بلفظه، وتضمن ذلك التعظيم.

مفتاح الدخول على الملك :

ولذا، شرعت هذه الكلمة للدخول في الصلاة، فإن المسلم يدخل دخول العبيد على الملوك فيها، فإذا تشرف بالدخول شرع له أبلغ لفظ، وهو الله اكبر، وحاله يقول: الله أكبر أدخل بها على مولاي وخالقي ورازقي، والله اكبر من شواغل الحياة، فإذا قالها مخلصا ً متفكرا ً بها عظم الله في قلبه وخشعت أطرافه، واستحيا من الله ومنعه وقاره وكبرياؤه أن ينشغل قلبه بغيره، ولعظم هذه الكلمة صاحبت المسلم في عبادات عديدة، لينال رضا الله، قال ابن القيم رحمه الله: ( وَرِضۡوَ ٰن مِّنَ ٱللَّهِ أَكۡبَرُۚ ) التوبة: 72، رضا الله عن العبد أكبر من الجنة وما فيها، لأن الرضا صفة الله، والجنة خلقه.

العزيز من لاذ بالكبير ..

(الله أكبر) إذا خالطت القلب، اعتز بها المؤمن ووثق بالله واعتمد عليه وتوكل عليه وصغر كل شيء عند كبرياء الله وعظمته.

ذكر أهل اليسر: أن الحجاج بعد أن أدى الركعتين خلف المقام، جاء رجل فقير من اهل اليمن وقام يطوف بالبيت وأثناء طوافه نشبت حربة بثوب الفقير اليمني، ثم وقعت على بدن الحجاج، ففزع الحجاج وقال: خذوه! فأخذه الجنود، فقال: قربوه مني، فقربوه منه.

فقال الحجاج: أعرفتني؟ قال: ما عرفتك ! قال الحجاج: من واليكم من اليمن؟ قال: محمد بن يوسف (أخو الحجاج)، ظالم مثله أو أسوأ منه.

قال: أما علمت أني أنا أخوه ؟ قال: انت الحجاج؟ قال نعم، فقال الفقير: بئس أنت ! وبئس أخوك !

قال: كيف تركت أخي في اليمن ؟ قال: تركته بطينا ً سمينا ً.

قال: ما سألتك عن صحته، إنما سألتك عن عدله.

قال: تركته غاشما ً ظالما ً، قال: أما علمت أنه أخي؟ أما تخاف مني؟

قال: أتظن يا حجاج أن أخاك يعتز بك أكثر من عزتي بالواحد الأحد ؟

قال طاووس (الراوي): والله! لقد قام شعر رأسي، ثم اطلق الحجاج الرجل، فجعل يطوف بالبيت لا يخاف إلا الله.

أكفانهم بدماء البذل قد صبغت الله اكبر من سلسالها رشفوا

في كفك الشهم من حبل الهدى طرف على الصراط وفي أرواحنا طرف

ما الأمر الكبير والكرب الشديد والهم العظيم الذي سيستعصي على الله الكبير ؟

إذا: الكبير هو الله عز وجل، وكل كبير رأيته أو سمعت به او علمته، فالله ربه وهو أكبر منه، فكيف يمكن لكروب أن تصمد أمام إرادة رب العزة والكبرياء والعظمة ؟

فالله الكبير عز وجل وهو الذي سيحول مشكلاتك إلى حلول، وكل آلامك إلى عافية، وكل أحلامك إلى واقع، وكل دموعك إلى ابتسامات.

فالزم يديك بحبل الله معتصما ً فإنه الركن إن خانتك أركان 

اللهم ! انا نسألك باسمك الكبير ان تمن علينا بدخول الجنة والنجاة من النار.

ساهم في التعريف بأسماء الله الحسنى

انت المشاهد رقم