جاء في الصحيحين: ان شروط الحديبية ثقلت على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم..

قال عمر بن الخطاب: فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: ألست نبي الله؟ قال: بلى، قلت: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال: بلى، قلت: فلم نعطي الدنية ديننا إذا ً؟

فقال صلى الله عليه وسلم: ” اني رسول الله ولست أعصيه، وهو ناصري ” هذا لفظ البخاري.

تعاليت يا من تعجل الحق يغلب ويهزن شرا ً قد تمادى يخرب 

فأنت الذي تعطي الحقوق لأهلها فنصرك أقوى ما يكون واقرب 

قال الله عن ذاته العلية بقوله: ( فَٱعۡلَمُوۤا۟ أَنَّ ٱللَّهَ مَوۡلَىٰكُمۡۚ نِعۡمَ ٱلۡمَوۡلَىٰ وَنِعۡمَ ٱلنَّصِیرُ ) الأنفال: 40.

فربنا سبحانه وتعالى هو الذي ينصر رسله وأنبياءه وأولياءه على أعدائهم في الدنيا، ويوم يقوم الاشهاد، قال سبحانه وتعالى: ( إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ فِی ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا وَیَوۡمَ یَقُومُ ٱلۡأَشۡهَـٰدُ ) غافر: 51.

وربنا عز وجل ينصر المستضعفين ويرفع الظلم عن المظلومين، ولو كانوا كافرين فلا ناصر لهم الا الله.

وربنا عز وجل ينصر المؤمنين على عدوهم سواء كان خارجيا ً كالكافرين والظالمين، او داخليا ً كالنفس والشيطان، وهما اضر على المؤمن من عدوه الخارجي، ( وَٱلَّذِینَ جَـٰهَدُوا۟ فِینَا لَنَهۡدِیَنَّهُمۡ سُبُلَنَاۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلۡمُحۡسِنِینَ ) العنكبوت: 69.

وإذا نزل نصر الله فلا غالب لمن نصره ولا ناصر لمن خذله، ( إِن یَنصُرۡكُمُ ٱللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمۡۖ ) آل عمران: 160.

صور النصر:

وأنواع نصرة الله لعباده المؤمنين يأتي بها الله عز وجل من حيث لا يحتسب العبد، فلا تعد ولا تحد ولا ترد.

فتارة تكون بتأييد الملائكة، كما في نصره لنبيه وصحبه في بدر، او بالريح كما في عاد والاحزاب، او بإرسال الطير الأبابيل كما في أصحاب الفيل، او بالصيحة كما في ثمود، او بالخسف كما فعل قارون، او القذف كما في قوم لوط، او الطوفان كما في قوم نوح.

وجند الله تعالى لا حصر لهم، والله غالب على امره وهو عز وجل على كل شيء قدير.

وصور النصر تكون تارة بالظفر بالأعداء وقهرهم، كانتصار داود وسليمان عليهما السلام والنبي محمد صلى الله عليه وسلم.

وتارة بالانتقام من المكذبين في حياة الرسل، كقوم نوح، وقوم لوط، وهلاك فرعون، وغيرهم، او بعد مماتهم كتسليط بختنصر على قتلة يحيى عليه السلام، وتسليط الروم على مريدي قتل عيسى عليه السلام.

فالله عز وجل قال: ( إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ فِی ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا وَیَوۡمَ یَقُومُ ٱلۡأَشۡهَـٰدُ ) غافر: 51.

الجواب الكافي ..

قال السدي: قد كان الانبياء والمؤمنون يقتلون في الدنيا وهم منصورون، وذلك ان تلك الامة التي تفعل ذلك بالانبياء والمؤمنين لا تذهب حتى يبعث الله قوما ً فينتصر بهم لأولئك الذي قتلوا منهم، فيكون الاشكال قد زال عن هذه الآية.

وأما الإشكال الاخر الذي يورده بعض الناس عند قوله عز وجل: ( وَلَن یَجۡعَلَ ٱللَّهُ لِلۡكَـٰفِرِینَ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِینَ سَبِیلًا ) النساء: 141.

ففي الآخرة لا إشكال فيه.

وأما في الدنيا: فجوابه كما قال ابن القيم رحمه الله: فإذا ضعف الايمان صار لعدوهم عليهم من السبل بحسب ما نقص من إيمانهم.

فالمؤمن عزيز غالب مؤيد ومنصور: ( إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ فِی ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا وَیَوۡمَ یَقُومُ ٱلۡأَشۡهَـٰدُ ) غافر: 51.

وما يراه المسلم في هذا الزمان من تسلط الكفار إنما هو بسبب ما أحدثه المسلمون في دينهم من نقص او زيادة، فإن تابوا اكتمل ايمانهم، وحل نصرهم من الله عز وجل: ( وَعۡدَ ٱللَّهِۖ لَا یُخۡلِفُ ٱللَّهُ وَعۡدَهُۥ ) الروم: 6.

وثمن النصر: الإيمان والإعداء والصبر لأن الله عز وجل قال: ( وَكَانَ حَقًّا عَلَیۡنَا نَصۡرُ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ ) الروم: 47، وقال: ( وَأَعِدُّوا۟ لَهُم مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن قُوَّة ) الأنفال: 60، وقال: ( وَإِن تَصۡبِرُوا۟ وَتَتَّقُوا۟ لَا یَضُرُّكُمۡ كَیۡدُهُمۡ شَیۡـًٔاۗ ) آل عمران: 120، وجاء عنه صلى الله عليه وسلم انه قال: ” .. وأن النصر مع الصبر ” حديث صحيح، رواه أحمد في المسند.

وهنا ينزل النصر من المولى النصير، لأن الله تعالى قال: ( وَمَا ٱلنَّصۡرُ إِلَّا مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ ٱلۡعَزِیزِ ٱلۡحَكِیمِ ) آل عمرا: 126، وقال: ( إِن یَنصُرۡكُمُ ٱللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمۡۖ ) آل عمران: 160.

وإذا كان الله جل جلاله معك فمن عليك ؟؟

وإذا كان عليك فمن معك ؟؟

ومن لاذ بالله كفاه وعلا شأنه: ( وَٱعۡتَصِمُوا۟ بِٱللَّهِ هُوَ مَوۡلَىٰكُمۡۖ فَنِعۡمَ ٱلۡمَوۡلَىٰ وَنِعۡمَ ٱلنَّصِیرُ ) الحج: 78.

ثم ان المؤمن يحب المؤمن، وينصره بظهر الغيب وإن تناءت بهم الديار وتباعد الزمان.

اللهم يا نصير ! انصرنا على القوم الكافرين.

ساهم في التعريف بأسماء الله الحسنى

انت المشاهد رقم