نعيش مع اسم الله (اللطيف): نستقي من أنواره ونتفيأ ظلاله.

قال الله عز وجل: ( إِنَّ رَبِّی لَطِیف لِّمَا یَشَاۤءُۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡعَلِیمُ ٱلۡحَكِیمُ ) يوسف: 100.

وقال سبحانه وتعالى: ( لَّا تُدۡرِكُهُ ٱلۡأَبۡصَـٰرُ وَهُوَ یُدۡرِكُ ٱلۡأَبۡصَـٰرَۖ وَهُوَ ٱللَّطِیفُ ٱلۡخَبِیرُ ) الأنعام: 103.

واللطف في اللغة هو: البر، والحفاوة والإكرام والترفق والعلم بدقائق الامور.

فإذا اجتمع الرفق في الفعل واللطف في الادراك تم معنى اللطيف.

فربنا عز وجل اللطيف: الذي لا ألطف منه، رفيق بعباده، لا يعاجلهم على الذنب، لا تخفى عليه الاشياء، وان دقت ولطفت وتضاءلت.

وربنا سبحانه وتعالى هو الذي بر بعباده وتفضل عليهم ورفق بهم من حيث لا يعلمون، ( ٱللَّهُ لَطِیفُۢ بِعِبَادِهِۦ یَرۡزُقُ مَن یَشَاۤءُۖ ) الشورى: 19، وهو الذي رزقهم من حيث لا يحتسبون.

وربنا سبحانه وتعالى هو الذي لا تدركه الحواس، ولا تراه الابصار، ( لَّا تُدۡرِكُهُ ٱلۡأَبۡصَـٰرُ وَهُوَ یُدۡرِكُ ٱلۡأَبۡصَـٰرَۖ وَهُوَ ٱللَّطِیفُ ٱلۡخَبِیرُ ) الأنعام: 103.

اعطاهم فوق الكفاية، وكلفهم دون الطاقة، وسهل عليهم الوصول الى السعادة في مدة قصيرة: ( إِنَّ رَبِّی لَطِیف لِّمَا یَشَاۤءُۚ ) يوسف: 100.

وهو اللطيف بعبده ولعبده واللطف في اوصافه نوعان 

إدراك أسرار الامور بخبرة واللطف عند مواقع الاحسان 

فيريك عزته ويبدي لطفه والعبد في الغفلات عن ذا الشأن

انه اللطيف :

ربك الكريم اللطيف جل جلاله: يوصل اليك إحسانه بلطف وبرفق، وهو اعلم بحالك منك، وألطف بك من نفسك.

فإذا اراد اللطيف جل جلاله ان يرحمك أرسل إلى نفسك نور الايمان، فيبقى صدرك مشرقا ً بنوره، كارها ً للفواحش والفتن، مجتنبا ً للمعاصي، ( وَهُوَ ٱللَّطِیفُ ٱلۡخَبِیرُ ) الانعام: 103.

وإذا اراد اللطيف جل جلاله ان ينصرك امر ما لا يكون سببا ً في العادة، ففكان اعظم الاسباب لنصرتك، إنه ( ٱللَّطِیفُ ٱلۡخَبِیرُ ) الانعام: 103.

وإذا اراد اللطيف جل جلاله ان يشفيك ارسل لك أغرب سبب، وربما أضعف سبب، إنه ( ٱللَّطِیفُ ٱلۡخَبِیرُ ) الانعام: 103.

اذا اراد اللطيف جل جلاله ان يرزقك يسر أمورا ً ربنا خفيت عليك، لكن الله يعلمها، فقد يرسل فقيرا ً فبتذل له، فيدعو فتفتح لدعوته أبواب السماء، فيساق الرزق اليك، وتتم إرادته على ما شاء، وأنت غير مدرك، إنه هو ( ٱللَّطِیفُ ٱلۡخَبِیرُ ) الانعام: 103.

ألا تشتاق إليه ؟؟

لو علم العبد ما يدبر اللطيف له: لذاب قلبه شوقا ً الى لقائه.

فكم من مرض أصابك فأزاله ؟

وكم من مصيبة حلت فحولها ؟

وكم من دين قضاه .. ؟

ومن من هم فرجه .. ؟

ليس بحول منك ولا قوة، وإنما بلطف منه وكرم !

فإذا طرق الناس أبواب الملوك، فاطرق انت باب الملك العظيم.

وإذا وقفوا بساحة الامير، فقف انت بساحة الاله الأكرم.

وإذا ألم بك المرض، وأثقلك الدين، وحزنت على الغائب، وخفت على الولد وأتعبك الفقر، فتذكر إنه ( ٱللَّطِیفُ ٱلۡخَبِیرُ ) الانعام: 103.

فهو الذي بيده مفاتيح الفرج، والخزائن ملأى، ويد الله سحاء الليل والنهار: ( وَإِن مِّن شَیۡءٍ إِلَّا عِندَنَا خَزَاۤىِٕنُهُ ) الحجر: 21.

فالسعادة عنده والامن عنده والراحة عنده والرضا عنده والشفاء عنده وبيده ملكون كل شيء وهو على كل شيء قدير.

فلا تحمل هما ً وأنت في معية الله عز وجل، حتى لو ازدادت عليك أكدار الدنيا، واعلم انها تقودك الى الاجتباء كما قادت يوسف عليه السلام.

ومهما اختفى من حياتك امور ظننت انها سبب سعادتك تأكد ان الله صرفها عنك قبل ان تكون سببا ً في تعاستك.

مفتاح السعادة :

وإذا اردت ان تكون في معية الله اللطيف عز وجل، فاسعد بشريعته، واشكر نعمته، وتفكر في ملكوته، واطرب لذكره وتلذذ بسماع كلامه وارض به ربا ً، وبكتابه نهجا ً، وبنبيه رسولا ً.

فمعية الله عز وجل لا تأتي إلا بسبب، ولا تحصل إلا بتعب، وحينها سيعمر الانس قلبك ويزول همك، وتنسى أتعاب الحياة وأوصاب الدنيا.

انكسر للطيف !

ربنا اللطيف: يحب اللطف، ويحبك ان تعامل الخلق بلطف وشفقة.

صح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال: ” ألا أخبركم بمن يحرم على النار – او بمن تحرم عليه النار، على كل قريب هين سهل” حديث صحيح، رواه الترمذي.

فإذا احتجت إلى لطف الله بك ليعافيك مما أضر بك، فأظهر لله ضعفك وانكسارك، والطف بالمسلمين، وخاصة ضعيفهم.

إلهي انت للإحسان أهل ومنك الجود والفضل الجزيل

إلهي بات قلبي في هموم وحالي لا يسر به خليل 

إلهي جد بعفوك لي فإني على الابواب منكسر ذليل

اللهم ! الطف بنا، وارزقنا الانس بقربك، واعنا على طاعتك، وأحسن لنا الخاتمة.

ساهم في التعريف بأسماء الله الحسنى

انت المشاهد رقم