اشتر نفسك اليوم فإن السوق قائمة، والثمن موجود والبضائع رخيصة وسيأتي على تلك السوق والبضائع يوم لا تصل فيه إلى قليل أو كثير، ( ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ ) التغابن: 9، ( وَیَوۡمَ یَعَضُّ ٱلظَّالِمُ عَلَىٰ یَدَیۡهِ ) الفرقان: 27.

إذا انت لم ترحل بزاد من التقى وابصرت يوم الحشر من قد تزودا 

ندمت على أن لا تكون كمثله وأنك لم ترصد لما كان أرصدا 

نعيش مع اسم من اسماء الله الحسنى يقربنا إليه.

وهو خلاصة التوحيد وأحد ركني الاسماء والصفات، هو اسم الله (القدّوس جل جلاله).

قال سبحانه وتعالى ( هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِی لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡمَلِكُ ٱلۡقُدُّوسُ ) الحشر: 23، وجاء في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه وسجوده: ” سبوح قدوس، رب الملائكة والروح “.

وجاء في مسند الامام احمد ان النبي صلى الله عليه وسلم إذا انتهى من صلاة الوتر قال: ” سبحان الملك القدوس، سبحان الملك القدوس، سبحان الملك القدوس ” ويرفع صوته بالثالثة ” حديث صحيح.

والقدوس في اللغة يأتي بمعنى: الطهارة، والنزاهة وكذلك يأتي بمعنى المبارك.

فربنا جل جلاله القدوس وهو المطهر من النقائص والعيوب، المنزه عن الصاحبة والاولاد والأنداد، الممدوح بالفضائل والمحاسن، الموصوف بصفات الكمال.

وربنا سبحانه وتعالى هو المبارك الذي كثرت وعمت خيراته على طول الاوقات في الارض والسماوات، تبارك اسمه وتباركت افعاله وذاته وصفاته العلا، وهو الذي يطهر من شاء من خلقه وفق حكمته، ( إِنَّمَا یُرِیدُ ٱللَّهُ لِیُذۡهِبَ عَنكُمُ ٱلرِّجۡسَ أَهۡلَ ٱلۡبَیۡتِ وَیُطَهِّرَكُمۡ تَطۡهِیرا ) الأحزاب: 33.

سبحانه !

وربنا سبحانه وتعالى المستحق للتقديس والتنزيه والإجلال، من جميع الخلائق.

والتقديس عبادة اهل السماء من الملائكة: ( وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ ) البقرة: 30.

والكون كله يقدس الله سبحانه وتعالى ويسبحه ( يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) التغابن: 1، ( تُسَبِّحُ لَهُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتُ ٱلسَّبۡعُ وَٱلۡأَرۡضُ وَمَن فِیهِنَّۚ وَإِن مِّن شَیۡءٍ إِلَّا یُسَبِّحُ بِحَمۡدِهِ ) الإسراء: 44.

أنت أحق ..

وأحق المخلوقات بالتقديس: بنو آدم.

وتقديس الله عز وجل يكون بمحبته وتعظيمه سبحانه وتعالى عن كل نقص وعيب، وتنزيهه عن مشابهة أحد من خلقه: ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) الشوري: 11.

وتنزيهه عن الشرك به ثم التحاكم إلى شرعه والرضى به، والبعد عن سوء الظن به جل جلاله.

ومن ظن به خلاف ما وصف به نفسه ووصفه به رسله، أو عطل حقائق ما وصف به نفسه، ووصفته به رسله، فقد ظن بالله ظن السوء.

هذا ومن أوصاف القدوس ذو التنزيه بالتعظيم للرحمن

حظك منه ..

والمؤمن يقدس نفسه بفعل الطاعات، والبعد عن الذنوب والمعاصي وإزالة ما يعلق بالقلوب من الران، والإبتعاد عن أكل مال الحرام بتطهير المال من الشبهات، وهذا الذي امتدحه الله عز وجل بقوله: ( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10) ) الشمس: 9 – 10.

وقد بين الله سبحانه وتعالى لموسى عليه السلام الغاية من إرساله لفرعون، وهي ان يزكي نفسه بتقديس الله عز وجل ( اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (17) فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى (18) وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى (19) ) النازعات: 17 – 19.

ولذلك لا فلاح إلا بهذه التزكية الإيمانية، ( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (15) ) الأعلى: 14 – 15، بل وينزع التقديس من الأمة الظالمة.

صح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال: ” إن الله لا يقدس أمة لا يأخذ الضعيف حقه من القوي ” حديث صحيح، رواه البيهقي في السنن الكبري، وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ” كيف يقدس الله امة لا يؤخذ لضعيفهم من شديدهم ؟ “.

ولما كتب ابو الدرداء إلى سلمان الفارسي رضي الله عنهما ليهاجر من العراق إلى الأرض المقدسة: رد عليه سلمان ببلاغة توضح مفهوم القداسة، فقال: ان الارض لا تقدس احدا ً وإنما يقدس الإنسان عمله.

سبحان من هو لا يزال ورزقه للعالمين به عليه ضمان 

سبحان من يعطي المني بخواطر في النفس لم ينطق بهن لسان

اللهم انا نسألك يا سبوح.. يا قدوس ! ان تطهرنا وأن تغفر لنا وترحمنا يا أرحم الراحمين.

ساهم في التعريف بأسماء الله الحسنى

انت المشاهد رقم