العطاء: من اجل هباته..

والكرم: صفة من صفاته..

والجود: من أعظم سماته، فمن اعظم منه جودا ً وكرما ً وعطاء ً؟

وان من اسماء الله الحسنى: المعطي سبحانه وتعالى.

صح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال: ” من يرد الله به خيرا ً يفقهه في الدين، وانما انا قاسم، والله يعطي ” اخرجه البخاري ومسلم.

فربنا سبحانه وتعالى هو: المعطي على الحقيقة لكل الخليقة، لا مانع لما اعطى ولا معطي لما منع.

فعطاؤه سبحانه لكل موجود في الوجود، ليس له حدود، ولا مقيد بقيود وهو كمال الكرم والجود.

وربنا اذا اعطى فتفضل وإصلاح، وإذا منع فحكمة وصلاح.

هو مانع معطٍ فهذا فضله والمنع عين العدل للمنان

يعطي برحمته ويمنع من يشــ ــاء بحكمة والله ذو السلطان

وعطاء الله نوعان: 

1- عطاء عام: في الدنيا.

وهو: لكل الخلائق اجمعين مؤمنهم وكافرهم، فالله سبحانه وتعالى اصلح لهم امرهم في دنياهم، قال عز وجل: ( كُلّا نُّمِدُّ هَـٰۤؤُلَاۤءِ وَهَـٰۤؤُلَاۤءِ مِنۡ عَطَاۤءِ رَبِّكَۚ وَمَا كَانَ عَطَاۤءُ رَبِّكَ مَحۡظُورًا ) الاسراء: 20.

2- عطاء خاص: في الدنيا والاخرة.

وهو: لأنبيائه ورسله وعباده الصالحين فيهب لهم الدنيا الرزق الحلال والذرية الصالحة، والايمان والتقوى والهدى المبين، وهي اعظم العطايا في الدنيا، روى الحاكم في المستدرك، وصححه الذهبي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: انه الله يعطي الدنيا لمن يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الدين الا لمن يحب “

واما في الاخرة: فهي العطية الكبرى في جناته العلا، التي لا اكمل ولا اجل منها! قال سبحانه وتعالى: ( جَزَاۤء مِّن رَّبِّكَ عَطَاۤءً حِسَابا ) النبأ: 36، وأعظم العطاء ف دار الحسنى والبهاء، رضا رب العالمين والنظر الى وجهه الكريم.

مفاتيح العطاء: 

وربنا كريم يحب الكرماء، وهو المعطي ويحب أهل العطاء، ولذلك ساد الناس اهل العطاء، جاء عند ابي دواد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: ” الأيدي ثلاثة: فيد الله هي العليا، ويد المعطي تليها، ويد السائل السفلى، فأعط الفضل ولا تعجز عن نفسك ” حديث صحيح.

وللكرماء الاجر الكبير من عند ملك الملوك، ( وَأَنفِقُوا۟ مِمَّا جَعَلَكُم مُّسۡتَخۡلَفِینَ فِیهِۖ فَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ مِنكُمۡ وَأَنفَقُوا۟ لَهُمۡ أَجۡر كَبِیر ) الحديد: 7.

وقد وعد الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم ان يعطيه حتى يرضيه: ( وَلَسَوۡفَ یُعۡطِیكَ رَبُّكَ فَتَرۡضَىٰۤ ) الضحى: 5.

ومما أعطاه الله رسوله في الاخرة : نهر الكوثر، ( إِنَّاۤ أَعۡطَیۡنَـٰكَ ٱلۡكَوۡثَرَ ) الكوثر: 1، جاء عنه صلى الله عليه وسلم انه قال عن الكوثر: ” نهر وعدنيه ربي عز وجل، عليه خير كثير، هو حوض ترد عليه امتي يوم القيامة، آنيته عدد النجوم ” أخرجه مسلم.

وإذا نظر الله اليك وعلم انك قد جعلته معتمدك وملجأك، وأفرته بحوائجك دون خلقه، أعطاك أفضل مما سألته وأكرمك بأكثر مما أردته.

سبحان من يعطي المنى بخواطر في النفس لم ينطق بهن لسان 

سبحان من لا شيء يحجب علمه فالسر أجمع عنده إعلان

سبحان من هو لا يزال ورزقه للعالمين به عليه ضمان

اللهم! اعطنا ولا تحرمنا، وجد علينا ولا تردنا خائبين، يا رب العالمين.

ساهم في التعريف بأسماء الله الحسنى

انت المشاهد رقم