حلاوة الامتثال ..
ومن علم أن ربه مطلع عليه استحى أن يراه على معصيته أو فيما لا يحب ومن علم ان الله يراه أحسن عمله وعبادته وأخلص فيهما حتى يصل لمقام الإحسان وهو أعلى مقامات الطاعة التي قال عنها الحبيب صلى الله عليه وسلم : ” أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ” أخرجه البخاري ومسلم.
فإذا بلغ ذلك كان في معية الله الخاصة لعباده كما قال الله عز وجل في الحديث القدسي: ” وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به ” أخرجه البخاري.
ومن علم أن الله يراه على ما هو عليه من الإبتلاء اطمأن قلبه، وسكنت نفسه وتيقن ان الفرج قريب.
ومن علم انه يراه استحى من الله أن يراه خائنا ً في أعماله وأقواله غاشا ً لعباده .
خرج ابن عمر رضي الله عنهما الى مكة في بعض أصحابه فاستراحوا في الطريق فانحدر عليهم راع من جبل، فقال له ابن عمر: يا راعي الغنم! بعنا شاة ، فقال الراعي: إني مملوك – أي انا عبد مملوك .
فقال له ابن عمر: قل لسيدك أكلها الذئب.
فقال الراعي: أين الله ؟
فبكى ابن عمر، واشترى الغلام ( الراعي ) من سيده وأعتقه .
إذا ما خلوت الدهر يوما ً فلا تقل خلوت ولكن قل عليّ رقيب
ولا تحسبن الله يغفل ساعة ولا أن ما يخفى عليه يغيب
راود بعضهم أعرابية عن نفسها فقال لها: لا يرانا إلا الكواكب، فقالت له أين مكوكبها ؟
وقد قيل: من راقب الله في خواطره، عصمه في حركات جوارحه.
وإذا نظرت الى السبعة الذين يظلهم في ظله يوم لا ظل إلا ظله، وجدت أن الشيء المشترك بينهم أنهم آمنوا حق الإيمان بأن الله ينظر إليهم، فعبدوه كأنهم يرونه فنالوا المنزلة.
وبهذا الاسم دعا الرجل الصالح من قوم موسى، ملتجأ لله سبحانه وتعالى معتصما ً به من مكر فرعون وقومه، ( وَأُفَوِّضُ أَمۡرِیۤ إِلَى ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ بَصِیرُۢ بِٱلۡعِبَادِ ) غافر: 44 .
فماذا كانت النتيجة ؟
استجاب الله لدعائه: ( فَوَقَىٰهُ ٱللَّهُ سَیِّـَٔاتِ مَا مَكَرُوا۟ۖ وَحَاقَ بِـَٔالِ فِرۡعَوۡنَ سُوۤءُ ٱلۡعَذَابِ ) غافر: 45 .
يا من يرى صف البعوض جناحها في ظلمة الليل البهيم الأليل
ويرى نياط عروقها في نحرها والمخ من تلك العظام النّحل
امنن عليّ بتوبة تمحو بها ما كان مني في الزمان الأولِ