لا تحزن !
إذا بليت بالمرض فاعلم أن الله هو الشافي، ولا يعجزه شيء فإن ظننت أن مرضك ليس له شفاء، فقد أسأت الظن بالله ! فقط اقبل عليه بحسن الظن وصدق الالتجاء، واصبر محتسبا ً وتصدق، وألح عليه في الدعاء، يا شاف اشفني، فهو الحق وقوله الحق وهو على كل شيء قدير، ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِیۤ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ ) غافر: 60
وجاء في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ” إن الله حيي كريم يستحيي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرا ً خائبتين ” حديث صحيح، رواه الترمذي، والله عز وجل قال ( أَمَّن یُجِیبُ ٱلۡمُضۡطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَیَكۡشِفُ ٱلسُّوۤءَ ) النمل: 62 .
وعندما تكون على هذه الحال فقد تكرم عليك مولاك بعظيم الأجر والثواب، قال صلى الله عليه وسلم: ” ما من مصيبة تصيب المسلم غلا كفر الله بها عنه، حتى الشوكة يشاكها ” أخرجه البخاري – وهذا لفظه – ومسلم.
قال ابن تيمية رحمه الله: الله عنده من المنازل العالية في دار كرامته ما لا ينالها إلا أهل البلاء.
ثم تعز بأهل البلاء ففي كل دار نائحة، وعلى كل خد دمع، وفي كل واد بنو سعد.
كم من المصائب، وكم من الصابرين ؟
فلست وحدك المصاب، بل مصابك أنت بالنسبة لغيرك قليل.
كم من مريض على سريره من أعوام ؟ يتقلب ذات اليمين وذات الشمال، يئن من الألم ويصيح من السقم.
وتذكر أن هذه الحياة سجن المؤمن، ودار للأحزان والنكبات، فيها تصبح القصور حافلة بأهلها، وتمسي خاوية على عروشها، ( لَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَـٰنَ فِی كَبَدٍ ) البلد: 4 .
اقبل دنياك كما هي وطوع نفسك لمعايشتها، فإنها جبلت على كدر، والكمال ليس من شأنها.
ولولا مرارة المرض ما عرفت نعمة الصحة.
ولك في أيوب عليه السلام أسوة حسنة..
والمؤمن يسأل الله العافية على الدوام، كان عبد الله التيمي رحمه الله يقول: أكثروا من سؤال الله العافية فإن المبتلى وإن اشتد بلاؤه ليس بأحق بالدعاء من المعافى الذي لا يأمن من البلاء.
وما المبتلون اليوم إلا من أهل العافية بالأمس، وما المبتلون بعد اليوم إلا من أهل العافية اليوم.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله: من أعظم علاجات المرض، فعل الخير والاحسان، والذكر والابتهال الى الله والتوبة.
قل للطبيب تخطفته يد الردى من يا طبيب بطبه أرداكا
قل للمريض شفي وعوفي بعدما عجزت فنون الطب من عافاكا
انه الرحيم الشافي المعافي، ( وَإِذَا مَرِضۡتُ فَهُوَ یَشۡفِینِ ) الشعراء: 80.
اللهم يا شافي ! اشفنا واشف جميع مرضى المسلمين يا رب العالمين.