تناغم الكون ..
وجميع المخلوقات لم تخلق لهوا ً او عبثا ً أو لعبا ً تنزه الله وتقدس عن ذلك، قال الله تعالى ( وَمَا خَلَقۡنَا ٱلسَّمَاۤءَ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَیۡنَهُمَا لَـٰعِبِینَ ) الأنبياء 16 .
فالموجودات بأسرها شواهد صفات الرب ونعوته عز وجل، فهي كلها تشير إلى الأسماء الحسنى وحقائقها وتناديها وتدل عليها.
تأمل سطور الكائنات فإنها من الملك الأعلى إليك رسائل
وقد خط فيها لو تأملت خطها ألا كل شيء ما خلا الله باطل
تشير بإثبات الصفات لربها فصامتها يهدي ومن هو قائل
قال الله عز وجل : ( إِنَّا كُلَّ شَیۡءٍ خَلَقۡنَـٰهُ بِقَدَر ) القمر: 49 .
يقول الأطباء: إن فتحة الحنجرة قد قدرت تقديرا ً دقيقا ً جدا ً حيث لو اتسعت قليلا جدا أكثر مما هي عليه لاختفى صوت الإنسان ولو ضاقت قليلا ً جدا أكثر مما هي عليه لأصبح التنفس عسيرا ً، فإما أن يكون التنفس مريحا ً ويختفي الصوت، أو أن يكون الصوت واضحا ً ويصعب التنفس.
( صُنۡعَ ٱللَّهِ ٱلَّذِیۤ أَتۡقَنَ كُلَّ شَیۡءٍۚ إِنَّهُۥ خَبِیرُۢ بِمَا تَفۡعَلُونَ ) النمل: 88 .
لو أن الرؤية زادت عن حدها الذي هي عليه لأصبحت حياتنا جحيما ً !
إنك إذا نظرت إلى كأس الماء الذي تشربه الآن تراه صافيا ً عذبا ً فراتا ً رائقا ً، لو أن قوة البصر زادت قليلا ً ودقت أكثر مما هي عليه لرأيت في هذا الكأس العجب العجاب ! لرأيت الكائنات الحية والجراثيم غير الضارة بعدد لا يحصى، إنك لن تشرب الماء بعدها، ( إِنَّا كُلَّ شَیۡءٍ خَلَقۡنَـٰهُ بِقَدَر ) القمر: 49 .
ولو أن قوة السمع ارتفع مستواها قليلا ً لما أمكنك أن تنام الليل، لأن الأصوات كلها تتلقفها، بل إن أصوات جهاز الهضم في معدتك وحده تكاد تكون كالمعمل الكبير، ( إِنَّا كُلَّ شَیۡءٍ خَلَقۡنَـٰهُ بِقَدَر ) القمر: 49 .
ولو أن حاسة اللمس زادت لشعرت بالكهرباء الساكنة تحول حياتك جحيما ً لا يطاق، ( وَفِیۤ أَنفُسِكُمۡۚ أَفَلَا تُبۡصِرُونَ ) الذاريات: 21 .
( هَـٰذَا خَلۡقُ ٱللَّهِ فَأَرُونِی مَاذَا خَلَقَ ٱلَّذِینَ مِن دُونِهِۦۚ ) لقمان: 11 .
وتعجب من بعض ذوي الفطر المنكوسة، والأنفس المريضة ! يجادلون في الله مع أنه مغروس في ضمائرهم: ( وَجَحَدُوا۟ بِهَا وَٱسۡتَیۡقَنَتۡهَاۤ أَنفُسُهُمۡ ) النمل: 14.
( وَلَىِٕن سَأَلۡتَهُم مَّنۡ خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ لَیَقُولُنَّ ٱللَّهُۚ قُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِۚ بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لَا یَعۡلَمُونَ ) لقمان: 25 .