صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ” قال سليمان بن داود: لأطوفن الليلة على مائة امرأة او تسع وتسعين: كلهن يأتي بفارس يجاهد في سبيل الله، فقال له صاحبه: إن شاء الله، فلم يقل إن شاء الله، فلم يحمل منهن إلا امرأة واحدة، جاءت بشق رجل.
والذي نفس محمد بيده لو قال ان شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرسانا ً أجمعون. ” متفق عليه.
ليس للعبد وصول إلى حاجته إلا من باب الله عز وجل، فالله هو: (هُوَ ٱللَّهُ ٱلۡخَـٰلِقُ ٱلۡبَارِئُ ٱلۡمُصَوِّرُۖ لَهُ ٱلۡأَسۡمَاۤءُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ یُسَبِّحُ لَهُۥ مَا فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلۡحَكِیمُ ) الحشر: 24 .
فاللهم لك الحمد! أنعمت علينا بنعمة الإيجاد بعد أن لم نكن شيئا مذكورا ً : ( هَلۡ أَتَىٰ عَلَى ٱلۡإِنسَـٰنِ حِین مِّنَ ٱلدَّهۡرِ لَمۡ یَكُن شَیۡـٔا مَّذۡكُورًا ) الإنسان: 1 .
وامتدح الله عزوجل ذاته العليّة باسمه البارئ بقوله: ( هُوَ ٱللَّهُ ٱلۡخَـٰلِقُ ٱلۡبَارِئُ ٱلۡمُصَوِّرُۖ ) الحشر: 24 .
والبرء في اللغة: له معنيان: الاول: الخلق.
والثاني: التباعد عن الشيء وخلوصه منه.
وبرئ: إذا تنزه وتباعد.
فربنا البارئ: الموجد والمبدع من العدم إلى الوجود وهو الذي فضل بعض الخلق على بعض وميّز كل جنس عن الآخر، وصور كل مخلوق بما يناسب الغاية من خلقه فهو يخلق الشيء من لا شيء ويبرؤه بالخاصية التي تميزه عن بقية الخلق.
وهو عزوجل خلق الخلق بريئا ً من التفاوت والتنافر: ( ٱلَّذِی خَلَقَ سَبۡعَ سَمَـٰوَ ٰت طِبَاقاۖ مَّا تَرَىٰ فِی خَلۡقِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ مِن تَفَـٰوُتۖ فَٱرۡجِعِ ٱلۡبَصَرَ هَلۡ تَرَىٰ مِن فُطُور ) الملك: 3 .
وربنا البارئ عن كل النقائص والعيوب في ذاته وصفاته وأفعاله .
وفي اسمه الباري يرى كل خلقه وألطافه تترى دوما وتنزل
فسبحان من كل الورى سجدوا له إذا سبحوا أو كبروا أو هللوا
قال ربنا سبحانه وتعالى: ( هُوَ ٱللَّهُ ٱلۡخَـٰلِقُ ٱلۡبَارِئُ ٱلۡمُصَوِّرُۖ ) الحشر: 24 .
والخلق: التقدير.
والبرء: الايجاد من العدم.
والتصوير: هو إعطاء الصورة.
فالله عز وجل إذا أراد خلق شيء قدره بعلمه وحكمته ثم برأه، أي أوجده، وفق ما قدره في الصورة التي شاءها وأرادها عزوجل.